في روايته الأخيرة هذه، وكما هي الحال في معظم كتابات الروائي الكولمبي "غارسيا ماركيز" يجد القارئ نفسه أمام عمل أدبي متكامل ذي بناء فني محكم يصعب العثور عليه لدى الكثيرين من الكتاب.
فبلغته الساحرة ينقلنا "ماركيز" إلى الأجواء الخاصة والغريبة لمدينة كاريبية خلال القرن الثامن عشر، حيث تجري أحداث روايته.
يشد المؤلف قارئه منذ الصفحات الأولى عندما يصف بالتفصيل ظروف التعايش بين عائلة أرستقراطية من المولدين وجمع كبير من الخدم والعبيد ذوي الأصول المتنوعة الهندية والأفريقية. ومن خلال التعامل اليومي لتلك الجماعة، نطلع على جوانب عديدة من الحياة الاجتماعية لتلك الفترة، وعلى الكثير من عادات وتقاليد السكان الهنود الأصليين أو ذوي الأصول الأفريقية. وينعكس كل ذلك على سلوك أفراد تلك الجماعة المتعايشة: في اللغات المتنوعة التي يتحدثونها، وفي الديانات والمعتقدات والشعائر والطقوس التي يمارسونها وورثوها عن قدمائهم.