أرتيست ـ هاديا سعيد
.
تتشابه بطلة أرتيست سلمي حسن أو سالومي أو سوسو، مع سعاد حسني بالملامح وبسنوات الطفولة البائسة. لكن الكاتبة تستبدل المكان ويصير مكان نشوء بطلتها هو حي القصار في بيروت بين أب سكير يقيم علاقة محرمة مع ابنته الكبري نوال ، وبين أم من أصل مصري قادتها الأقدار للزواج من هذا الرجل، الذي كان يعمل نادلاً في الكابريهات لذا قيل عنها انها كانت تعمل أرتيستاً، وبين أخ مضطرب عقليا ليس له دور في النص سوي أنه أحد الأسباب التي تدفع سلمي الي الاحساس بالاحراج والخجل بين الجيران والأصدقاء.
كل الأحداث تبدأ باكراً جداً في حياة سلمي منذ عمر الثامنة، وعملها مع فريق التمثيل في المدرسة، ثمم لاحقاً في عمر الحادية عشرة ولقائها لمخرج أرمني كان يعمل في تليفزيون لبنان ويدفعها للمشاركة في مسلسل تلفزيوني بوصفها فتاة صغيرة، من هذه البوابة تبدأ الخطوات الأولي في حياة سلمي الفنية قبل انتقالها الي مصر بعد نشوء علاقة بينها وبين المليونير اللبناني من أصل يوناني كميل الذي يكبرها بأكثر من أربعين عاماً، هذه العلاقة التي تعتبر أكثر العلاقات تأثيراً علي حياتها الفنية، وأيضا علاقتها بالمخرج مدحت الذي تزوجته فيما بعد، وهي في مطلع الثلاثينات من عمرها لكن الكاتبة في انتقالها بالسرد من بيروت الي القاهرة لا تغوص كثيراً في الكشف عن العوالم الفنية التي دخلت فيها سلمي ولا تكشف عن حياتها العائلية كثيراً بل تكتفي بسرد تفاصيل علاقة تنافس خفي بينها وبين شقيقتها نوال التي تتمتع بصوت عذب فيما تعمل سلمي علي كبت أي محاولة من شقيقتها لاظهار هذه الموهبة.
...................................................................